وأيضاً؛ فكيف تكون دعوة التبليغين دعوة ربانية وهم يؤمنون الطرق الأربع من طرق الصوفية، وهي: الجشتية، والنقشبندية والقادرية، والسهروردية، ويزعمون أنه لو مات أحد ولم يبايع على يد شيخ الطريقة؛ مات ميتة جاهلية؟!
وكيف تكون دعوتهم ربَّانية مع ما ذكر عن أكابرهم أنهم يتيقَّنون أن الكمالات المنسوبة إلى مشايخهم من علم الغيب والتصرفات الروحانية والمكاشفات والإِلهامات حقٌّ وصدقٌ قطعاً؟!
إلى غير ذلك مما تقدَّم ذكره عن مشايخهم الكبار من الشركيات والبدع والضلالات والجهالات والخرافات التي هي من الأعمال والأحوال الشيطانية؛ فليراجع (¬1) ما تقدَّم ذكره؛ ففيه أبلغ ردٍّ على مَن زعم أن دعوتهم دعوة ربَّانية.
وهذا آخر ما تيسَّر إيراده في التحذير من جماعة التبليغ.
والله المسؤول أن يريني وإخواني المسلمين الحقَّ حقّاً ويرزقنا اتِّباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، ولا يجعله ملتبساً علينا، فنضل.
ونسأله تعالى أن يهدي ضالَّ المسلمين، ويثبت المطيعين منهم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
¬__________
(¬1) (ص 38 - 150).