وكان بعده القاضي إسماعيل بن إسحاق المالكي صاحب (قالون) ألّف كتابا في القراءات جمع فيه قراءة عشرين إماما منهم هؤلاء السبعة.
توفي سنة (282) اثنين وثمانين ومائتين.
وكان بعده الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري جمع كتابا حافلا سماه الجامع فيه نيف وعشرون قراءة توفي سنة (310) عشر وثلاثمائة.
وكان بعيده أبو بكر محمد بن أحمد بن عمر الداجوني جمع كتابا في القراءات وأدخل معهم أبا جعفر أحد القرّاء العشرة وتوفي سنة (324) أربع وعشرين وثلاثمائة.
وكان في إثره أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد أول من اقتصر على قراءات هؤلاء الأئمة السبعة فقط، وروى فيه عن هذا الدّاجوني وعن ابن جرير أيضا وتوفي سنة (324) أربع وعشرين وثلاثمائة، وقام الناس في زمانه وبعده فألّفوا في القراءات أنواع التأليف كأبي بكر أحمد بن نصر الشذائي توفي سنة (370) سبعين وثلاثمائة، وأبي بكر أحمد بن الحسين بن مهران مؤلف كتاب الشامل والغاية وغير ذلك في قراءات العشرة وتوفي سنة (381) إحدى وثمانين وثلاثمائة، والإمام أبي الفضل محمد بن جعفر الخزاعي مؤلف المنتهى جمع فيه ما لم يجمعه من قبله وتوفي سنة (408) ثمان وأربعمائة.
وانتدب الناس لتأليف الكتب في القراءات بحسب ما وصل إليهم وصح لديهم، وكل ذلك ولم يكن بالأندلس ولا ببلاد المغرب شيء من هذه القراءات إلى أواخر المائة الرابعة فرحل منهم من روى القراءات بمصر ودخل بها وكان أبو عمر أحمد بن حمد بن عبد الله الطلمنكي مؤلف الروضة أول من أدخل القراءات إلى الأندلس وتوفي سنة (429) تسع وعشرين وأربعمائة.