قال ابن الجزري في (طبقات القرّاء) (1): ووثقه أبو زرعة وجماعة.
وقال أبو حاتم: محله الصدق، وحديث مخرّج في الكتب الستة.
وقال أبو بكر بن عياش: كان الأعمش وعاصم وأبو حسين كلهم لا يبصرون.
وقال أبو بكر بن عياش: دخلت على عاصم وقد احتضر، فجعلت أسمعه يردّد هذه الآية يحققها حتى كأنه يصلّي: ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وفي رواية أنه قرأ: "ثم ردّوا" بكسر الراء، وهي لغة هذيل ولكنها لم تشتهر كاشتهار قراءة الضم. توفي سنة (127 ه) سبع وعشرون ومائة بالكوفة. وقال الأهوازي: بالسماوة، وهو يريد الشام، ودفن بها.
(السادس): أبو عمارة حمزة بن حبيب الزيات الكوفي، ولد سنة ثمانين، وأدرك الصحابة بالسن، فيحتمل أن يكون رأي بعضهم: أخذ القراءة عرضا عن سليمان الأعمش، وحمران بن أعين، وأبي إسحاق السبيعي، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وطلحة بن مصرف.
وكان الأعمش يجوّد حرف ابن مسعود، وكان ابن أبي ليلى يجوّد حرف عليّ، وكان أبو إسحاق يقرأ من هذا الحرف ومن هذا الحرف، وكان حمران يقرأ قراءة ابن مسعود ولا يخالف مصحف عثمان. قرأ عليه وروى القراءة عنه إبراهيم بن أدهم، وإبراهيم بن إسحاق، وسليم بن عيسى، وهو أضبط أصحابه، وسفيان الثوري، وشريك بن عبد الله، وشعيب بن حرب،
____________
(1) طبقات القرّاء 348/ 1/.