وروى الحافظ أبو يعلى الموصلي في مسنده الكبير أن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال يوما وهو على المنبر: أذكر الله رجلا سمع النبي صلّى الله عليه وسلم قال: "إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف كلها شاف كاف" لما قام فقاموا حتى لم يحصوا فشهدوا أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: "أنزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف"، فقال عثمان رضي الله عنه: أنا أشهد معهم، وقد تكلم الناس على هذا الحديث بأنواع الكلام.
وصنف الإمام الحافظ أبو شامة رحمه الله فيه كتابا حافلا وتكلم بعده قوم وجنح آخرون إلى شيء آخر والذي ظهر لي أن الكلام عليه ينحصر في عشرة أوجه:
الأول: في سبب وروده.
الثاني: في معنى الأحرف.
الثالث: في المقصود بها هنا.
الرابع: ما وجه كونها سبعة.
الخامس: على أي شيء يتوجه اختلاف هذه السبعة.
السادس: على كم معنى تشتمل هذه السبعة.
السابع: هل هذه السبعة متفرّقة في القرآن.
الثامن: هل المصاحف العثمانية مشتملة عليها.
التاسع: هل القراءات التي بين أيدي الناس اليوم هي السبعة أم بعضها.