ولذا قال ابن العربي في تفسيره وجه النظم أنه أخبر عن كتمان أهل الكتاب صفة محمد صلّى الله عليه وسلم، وقولهم: إن المشركين أهدى سبيلا، فكان ذلك خيانة منهم، فانجر الكلام إلى ذكر جميع الأمانات، ا. ه.
وقال بعضهم: ولا يردّ تأخير نزول آية الأمانات عن التي قبلها بنحو ست سنين، لأن الزمان إنما يشترط في سبب النزول لا في المناسبة، لأن المقصود منها وضع آية في موضع يناسبها، والآيات كانت تنزل على أسبابها، ويأمر النبيّ صلّى الله عليه وسلم بوضعها في المواضع التي علم من الله أنها مواضعها.
وقال الواحدي: لا يحلّ القول في أسباب نزول الكتاب إلّا بالرواية والسماع ممن شاهدوا التنزيل ووقفوا على الأسباب وبحثوا عن علمها.
وقد قال محمد بن سيرين: سألت عبيدة عن آية من القرآن فقال: اتق الله وقل سدادا، ذهب الذين يعلمون فيما أنزل الله من القرآن.
____________
(1) سورة النساء: الآية (51).
(2) سورة النساء: الآية (58).