زهور الامل زهور الامل
test banner
خلفيات اسلامية

آخر الأخبار

خلفيات اسلامية
خلفيات اسلامية
جاري التحميل ...

150 أضواء البيان في تاريخ القرآن الصفحة




العاشر: ما حقيقة هذا الاختلاف وفائدته (1).
فأما سبب وروده على سبعة أحرف فللتخفيف على هذه الأمة وإرادة اليسر بها والتهوين عليها شرفا لها وتوسعة ورحمة وخصوصية لفضلها وإجابة لقصد نبيها أفضل الخلق وحبيب الحق حيث أتاه جبريل فقال له: "إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف فقال صلّى الله عليه وسلم: أسأل الله معافاته ومعونته إن أمتي لا تطيق ذلك" ولم يزل يردّد المسألة حتى بلغ سبعة أحرف.
وفي الصحيح أيضا: "إن ربي أرسل إليّ أن أقرأ القرآن على حرف فرددت إليه أن هوّن على أمتي ولم يزل يردّد حتى بلغ سبعة أحرف".
وكما ثبت صحيحا: "إن القرآن نزل من سبعة أبواب على سبعة أحرف، وإن الكتاب قبله كان ينزل من باب واحد على حرف واحد، وذلك أن الأنبياء عليهم السلام كانوا يبعثون إلى قومهم الخاصين بهم، والنبي صلّى الله عليه وسلم بعث إلى جميع الخلق أحمرها وأسودها عربيها وعجميها، وكانت العرب الذين نزل القرآن بلغتهم لغاتهم مختلفة، وألسنتهم شتى، ويعسر على أحدهم الانتقال من لغته إلى غيرها أو من حرف إلى آخر، بل قد يكون بعضهم لا يقدر على ذلك ولو بالتعليم والعلاج ولا سيما الشيخ والمرأة، ومن لم يقرأ كتابا كما أشار إليه صلّى الله عليه وسلم، فلو كلّفوا العدول عن لغتهم والانتقال عن ألسنتهم لكان من التكليف بما لا يستطاع وما عسى أن يتكلّف المتكلّف وتأبى الطباع ..
قال الإمام أبو محمد عبد الله بن قتيبة في كتاب المشكل: فكان من تيسير الله تعالى أن أمر نبيه صلّى الله عليه وسلم بأن يقرئ كل أمة بلغتهم وما جرت عليه عادتهم فالهذلي يقرأ: (عتى حين) يريد (حتى) هكذا يلفظ بها ويستعملها، والأسدي يقرأ: (يعلمون وتعلم، ويسود وجوه وألم أعهد إليكم)، والتميمي يهمز، والقرشي لا يهمز، والآخر يقرأ: (قيل لهم، وغيض الماء) بإشمام
____________
(1) نفس المصدر السابق ونفس الصفحة.

عن الكاتب

moha

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

زهور الامل