نعم كانوا ربما يدخلون التفسير في القراءة إيضاحا وبيانا لأنهم محققون لما تلقوه عن النبي صلّى الله عليه وسلم قرآنا فهم آمنون من الالتباس وربما كان بعضهم يكتبه معه لكن ابن مسعود رضي الله عنه كان يكره ذلك ويمنع منه فروى مسروق عنه أنه كان يكره التفسير في القرآن وروى غيره عنه: "جرّدوا القرآن ولا تلبسوا به ما ليس منه".
(قلت): ولا شك أن القرآن نسخ منه وغيّر فيه في العرضة الأخيرة فقد صح النص بذلك عن غير واحد من الصحابة وروينا بإسناد صحيح عن زر بن حبيش قال: قال لي ابن عباس: أيّ القراءتين تقرأ؟ قلت: الأخيرة، قال: فإن النبيّ كان يعرض القرآن على جبريل عليه السلام في كل عام مرّة، قال: فعرض عليه القرآن في العام الذي قبض فيه النبيّ مرّتين فشهد عبد الله، يعني ابن مسعود، ما نسخ منه وما بدّل".
فقراءة عبد الله الأخيرة، وإذ قد ثبت ذلك فلا إشكال أن الصحابة كتبوا في هذه المصاحف ما تحققوا أنه قرآن وما علموه استقرّ في العرضة