قال: فهذا كله يوافق لخط المصحف والقراءة به لمن رواه عن الثقات جائزة لصحة وجهه في العربية وموافقته الخط إذا صح نقله.
(قلت): كذا اقتصر على نسبة هذه القراءات لمن نسبها إليه وقد وافقهم عليها غيرهم (1).
وبقيت قراءات أخرى عن الأئمة المشهورين في سورة (الفاتحة) توافق خط المصحف وحكمها حكم ما ذكر، ذكرها الإمام الصالح الولي أبو الفضل الرازي في كتاب "اللوائح" له: عن أبي زيد سعيد بن أوس الأنصاري (رب العالمين) بالرفع والنصب وحكاه عن العرب ووجهه أن النعوت إذا تتابعت وكثرت جازت المخالفة بينها فينصب بعضها بإضمار فعل، ويرفع بعضها بإضمار المبتدأ ولا يجوز أن ترجع إلى الجر بعد ما انصرفت عنه إلى الرفع والنصب.
وعن عاصم الجحدري (مالك) بالرفع والألف منونا ونصب (يوم الدين) بإضمار المبتدأ وإعمال، مالك في يوم، وعن بعض أهل مكة (نعبد) بإسكان الدال ووجهها التخفيف كقراءة أبي عمرو (يأمركم) بالإسكان وقيل: إنها عندهم رأس آية فنوى الوقف للسنة وحمل الوصل على الوقف.
____________
(1) نفس المصدر السابق ص 48 وما بعدها.