(الرابع): عبد الله بن عامر الدمشقي، هو أسن القرّاء السبعة، وأعلاهم إسنادا: قرأ على جماعة من الصحابة، حتى قيل: إنه قرأ على عثمان بن عفان رضي الله عنه، وأنه ولد في حياة النبي صلّى الله عليه وسلم. وممّن قرأ هو عليه من الصحابة: معاوية، وفضالة بن عبيد، وواثلة بن الأسقع، وأبو الدرداء رضي الله عنهم. فلما مات أبو الدرداء خلفه ابن عامر وقام مقامه، واتخذه أهل الشام إماما، وحديثه مخرّج في صحيح مسلم، ومن رواته الآخذين عن أصحاب أصحابه: هشام بن عمّار أحد شيوخ أبي عبد الله البخاري. مات سنة 118 ه عن تسع وتسعين سنة.
(الخامس): أبو بكر عاصم بن أبي النّجود الكوفي: قرأ على أبي عبد الرحمن السلمي، وزرّ بن حبيش، وكانا من أصحاب عثمان، وعلي، وابن مسعود، وأبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت رضي الله عنهم، على تفصيل في ذلك، وجلس عاصم للإقراء بعد وفاة أبي عبد الرحمن السلمي في موضعه.
جمع بين الفصاحة والإتقان، والتحرير والتجويد، وكان أحسن الناس صوتا بالقرآن، وكان من التابعين (2).
روى عن أبي رمثة رفاعة بن يثربي التميمي والحارث بن حسّان البكري، وكانت لهما صحبة. روى القراءة عنه أبان بن تغلب، وأبان بن يزيد العطّار، وحفص بن سلمان، وحماد بن سلمة، وحماد بن يزيد، وسليمان بن مهران الأعمش، وأبو بكر بن عياش، والضحّاك بن ميمون، وخلق لا يحصون.
وروى عنه حروفا من القرآن أبو عمرو بن العلاء، والخليل بن أحمد،
____________
(1) نفس المصدر السابق ونفس الصفحة.
(2) نفس المصدر السابق ونفس الصفحة.