فأما وجه تشديد (كذبوا) فالمعنى وتيقن الرسل أن قومهم قد كذبوهم، ووجه التخفيف وتوهّم المرسل إليهم أن الرسل قد كذبوهم فيما أخبروهم به فالظن في الأولى يقين والضمائر الثلاثة للرسل، والظن في القراءة الثانية شك والضمائر الثلاثة للمرسل إليهم (1).
وأما وجه فتح اللام الأولى ورفع الثانية من (لتزول) فهو أن يكون أن مخففة من الثقيلة أي وإن مكرهم كان من الشدّة بحيث تقتلع منه الجبال الراسيات من مواضعها وفي القراءة الثانية: إن نافية أي ما كان مكرهم وإن تعاظم وتفاقم ليزول منه أمر محمد صلّى الله عليه وسلم ودين الإسلام، ففي الأولى تكون الجبال حقيقة، وفي الثانية مجازا.
وأمّا وجه (من بعد ما فتنوا) فعلى التجهيل فهو أن الضمير يعود للذين هاجروا، وفي التسمية يعود إلى الخاسرون (2).
وأمّا وجه ضم تاء علمت فإنه أسند العلم إلى موسى حديثا منه لفرعون حيث قال: (إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون) فقال موسى
____________
(1) نفس المصدر السابق ونفس الصفحة.
(2) نفس المصدر السابق ونفس الصفحة.