- وأما قوله: "ينتقدكم الغافلون أو الجاهلون بأن هذا لا يسمى جهاداً".
فجوابه أن يُقال: إن الذين انتقدوا التبليغيِّين في خروجهم للتبليغ؛ كلهم من خيار العلماء، ومن ذوي النباهة والتيقُّظ والاطلاع على أخبار التبليغيِّين وما هم عليه من البدع والضلالات، وليسوا من ذوي الغفلة والجهالة؛ كما قد توهم ذلك صاحب المقال الباطل، وإنما المغفَّل الجاهل في الحقيقة مَن ينخدع بأقوال التبليغيِّين ودعاويهم الكاذبة، ويجادل عنهم بالباطل، ويرضى لنفسه أن يكون من المتَّصفين بصفة الإِمَّعة (¬3) من الجهَّال الذين هم أتباع كل ناعق.
- وأما الحديث الذي ذكره؛ فهو حديث صحيح، رواه: الإِمام أحمد، وابن ماجه؛ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
¬__________
(¬1) (ص 222 - 223).
(¬2) (ص 214 - 215).
(¬3) (الإِمَّعة)؛ بكسر الهمزة وتشديد الميم. قال الجوهري: "يُقال: رجل امَّع وإمَّعة أيضاً للَّذي يكون لضعف رأيه مع كل أحد". وقال ابن الأثير: " (الإِمَّعة): الذي لا رأي له، فهو يتابع كل أحد على رأيه".