وقد تقدَّم ذكر الأحاديث الواردة في ذلك قريباً؛ فلتراجع (¬1)؛ ففيها أبلغ ردٍّ على صاحب المقال الباطل الذي قد بذل جهده في الدفاع عن التبليغيين وعن نظامهم المبتدع.
وأما مخالفته لما كان عليه سلف الأمة وأئمتها؛ ففي مداهنته للتبليغيِّين، واستحسان ما هم عليه من البدع والضلالات، وهذا بخلاف ما كان عليه السلف الصالح؛ فإنهم كانوا يبالغون في التحذير من أهل البدع، وينهون عن مجالستهم ومصاحبتهم وسماع كلامهم، وكانوا يأمرون بمجانبتهم ومعاداتهم وبغضهم وهجرهم.
وقد ذكرت بعض الآثار الواردة عنهم في ذلك في أول الكتاب؛ فلتراجع (¬2)؛ ففيها أبلغ ردٍّ على صاحب المقال الباطل الذي شذَّ عن أهل السنة والجماعة وظاهر أهل البدعة والضلالة.
- ومن أخطاء صاحب المقال الباطل: زعمه أن التبليغيين يدعون إلى التوحيد عمليّاً؛ أي: بالصمت لا بالنطق.
قال: "فإذا كان الصمت يجدي؛ فليس في حاجة إلى النطق؛ لأنها كلفة لا معنى لها".
والجواب أن يُقال: أن الدعوة إلى التوحيد لا تكون بالصمت، وإنما تكون
¬__________
(¬1) (ص 315).
(¬2) (ص 31 - 34).