ومن كانوا بهذه الصفة الذميمة، التي ذكرها سيف الرحمن؛ فكيف يقول المفتون: إنهم يمشون على إخلاص النية في جميع الأقوال والأفعال، وان هذا يعني في الحقيقة توحيد الألوهية؟!
أما علم المجادل عنهم بالباطل أن الكفر بالطاغوت شرطٌ من شرطي الاستمساك بالعروة الوثقى التي هي كلمة التوحيد وأعظم أصوله، ولا يتمُّ الإِسلام لأحد حتى يستمسك بها؟!
والدليل على هذا قول الله تعالى: (فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ ويُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا).
وقوله تعالى: (ولَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ واجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ ومِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ).
ويُقال أيضاً: لا يخفى ما في أصول التبليغيِّين التي ذكرها سيف الرحمن من المعارضة للقرآن والسنة وما كان عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان، ومَن عمل بأصول التبليغيِّين أو بواحد منها؛ فلا شكَّ أنه مفلسٌ من توحيد الألوهيَّة غاية الإِفلاس.
ومما يدلُّ على إفلاس التبليغيِّين من توحيد الألوهيَّة ما ذكره محمد أسلم