وقد قال الله تعالى: (ومَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا).
وقال تعالى: (ومَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ. وإنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ ويَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ).
وقال تعالى: (إنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ اللَّهِ ويَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ).
وهذه الآيات مطابقة لحال مشايخ التبليغيِّين أتم المطابقة، والدليل على هذا ما تقدَّم ذكره عنهم من القصص المشتملة على الشرك والبدع والضلالات والجهالات والخرافات، ولم يذكر عنهم أنهم نزعوا عنها وتابوا واستغفروا منها، وإذا كانوا مصرِّين على أعمالهم السيئة مع علمهم بأنهم من السيئات؛ فويل لهم من الإِصرار عليها.
وقد قال الله تعالى في صفة المتقين: (والَّذِينَ إذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ ومَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاَّ اللَّهُ ولَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وهُمْ يَعْلَمُونَ).
فهذه صفة المتَّقين، الذين يطبِّقون السنة ويعملون بأعمال الصحابة.
وأما المصرون على الأعمال السيئة مع علمهم بأنها من السيئات؛ فقد جاء الوعيد الشديد لهم في قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر: "ويلٌ للمصرِّين