في احدى الايام خرج الاطفال يتنزهون في الحقول الفسيحة و المروج الخضراء الممتدة الارجاء.كان الطقس جميلا و الاشجار مخضرة مزهرة ومياه الجداول تنساب رقراقة و الطيور تتطاير في كل مكان وتملا الفضاء غناء و مرحا. وهذا النحل ينتقل من زهرة الى اخرى يمتص رحيق الورود و الرياحين الفواحة .
تمتع الاطفال بهذه المشاهد و واصلوا التجوال الى ان بلغوا مكانا مليئا بالاوساخ و القاذورات :فالنفايات تغطي المكان و بقايا الاكياس و العلب والقوارير متناثرة على العشب و في مياه الجدول و الروائح الكريهة تسد الانوف.
صاح الاطفال:
يا الاهي .ما هذا؟عصفور جريح؟ اشجار مقلعة و اغصان مكسرة؟من فعل هذا؟ من قلع الاشجار؟ ايتها الطيور المسكينة لا ترحلي
سمعت الاشجار ما قاله الاولاد فحزنت و انخرطت واحدة منها في البكاء حزنا و كمدا .
تقدم منها مراد وقال : ما هذا شجرة تبكي؟ هوني عليك ايتها الشجرة لا تحزني سنساعدك..لابد من حل.
قال سامي لعلها تريد منا ان نزيل عنها هذه الاوساخ و ننظف المكان و نروي جذورها بالماء لتعود اليها الحياةوترجع الى حضنها العصافير وتبني اعشاشها و تؤنسها بزقزقاتها العذبة
نظرت الشجرة الى مراد واخذت منه الكتاب والقلم فقال مراد انها تحب ان تتعلم انها تحب القراءة و الكتابة
اردف سامي :ماذا تتعلم الشجرة يا ترى؟ماذا ستقرا؟ ماذا ستكتب؟
ربما تعلمنا ان نحافط على نظافة الغابة وان لا نشعل النار فيها وان لانكسر الاغصان ولا نقلع الاشجار ...
فكر مراد مليا ثم قرر ان يتعاون مع اصحابه لمساعدة هذه الشجرة ...
من الغد اجتمع بهم في ساحة المدرسة وقال : "ما رايكم لو يعطيني كل واحد منكم الحرف الاول من اسمه ونعلقه في الشجرة؟
قال الاصدقاء وكيف ذلك؟
- كل واحد منكم يكتب الحرف الاول من اسمه في بطاقة ثم نعلق البطاقات في الشجرة.
- حسنا ..
قال احمد.
- بكل سرور ...فكرة رائعة يا مراد. لكن ماذا ستصنع بها الشجرة؟
- ستقرا الحروف وتكون بها كلمات وجمل
- احسنت صنعا يا صديقي
كتب الاطفال الحروف بالوان زاهية و علقوها في اغصان الشجرة.وجعلوا يقرؤون الحروف الجميلة
فرحت الشجرة وشكرت الاطفال وكانها تقول لهم تعلموا و احرصوا على المعرفة فبالعلم نحافظ على بيئتنا و وطننا ونرقى بين الامم.
